الرؤيا الان
في ذاكرة الزمنِ القادمِ
حيثُ المجهول
احسُ خُطانا تَتَخَطَّى كلَّ الاسوار
اسمعُ صوتَ الريحِ المبتل
بندى الغيم
يمرُّ على كلِ جهاتِ الارض
يبشرنا بالامطارِ
وألمَحُ اسراب نجومٍ تتجمع لاهفةًَ
تتلألأ فوق قُرَانَا
عبر سماءٍ
اثقلها البارودُ برائحةِ الموتِ
وغيمٌ لا يمطرُ غيرَ رمادٍ وغبار
حين تفاجئها الشمس، تصيرُ فراشاتٍ
تتحلَّقُ فوقَ النخلِ الشامخِ
تبحث عن حقلٍ محروثٍ
عن عشبٍ
وضفافٍ تورقُ فيها الازهارُ
يا بُشرانا ..
يستيقظُ فلاحٌ من غَفوَتِهِ
يتوضَّأُ في ألِقِ الفجرِ الآمنِ
يستنشقُ رائحةَ الخبزِ الساخنِ
يهتفُ مبتهجاً ..
وَلّى زمَنُ الاشرارِ
في تلك الساعةِ كنتُ هنالك
اجمَعُ احزانَ النهرِ
وأمسَحُ عن وجهِ النخلِ
بقايا وَجعِ الوطنِ المنكوبِ
وكان السَّيابُ مع الاطفالِ
يلوحُ بالسَّعفِ الاخضَرِ
للشَّمسِ .. ولغدٍ ..
تَتَرَآءى فِيهِ بِلادِي
جَنَّات لِعَصَافيرَ شَتّى
وحقول تَتَهَادَى فيها الانهار